-A +A
تواجه المنطقة العربية أخطاراً متزايدة مع التدخلات التركية والإيرانية السافرة في شؤونها. ولئن كانت إيران تتربص بالعرب من خلال مليشياتها العميلة، فقد جاء الرئيس التركي رجب أردوغان ببدعة شراء المرتزقة، وإرسالهم إلى ليبيا، منتهزاً الفوضى الناجمة هناك عن الاقتتال الداخلي بين أبناء الشعب الليبي. وهو في الوقت نفسه يتصرف بالعقلية الاستعمارية العثمانية التي تبحث عن موطئ قدم في أي أرض عربية، لجعلها مرتكزاً لمشروع هيمنة يسقط مكتسبات الشعوب العربية منذ انهيار الدولة العثمانية. لكن الساحة الدولية اليوم ليست كما كانت بالأمس القريب. فهناك إرادة دولية، وترابط أشد بين مكونات دول الجامعة العربية. وإذا لم يستمع زعيما طهران وأنقرة لصوت العقل، فإن العرب لن يكون بيدهم مناص سوى حماية الأرض والعرض والثروة، ليس بجيوشهم ومقاومتهم الأهلية، بل بتحالفاتهم مع تكتلات المجتمع الدولي. لذلك لن تنام أعين الجبناء مهما تكن فظاعة مخططاتهم الرامية للهيمنة، ومحو الآخر. لقد أصبح النظامان الإيراني والتركي الأشد خطورة على العرب في أقطارهم. ولذلك لا بد من تضامن حقيقي. ولا بد من كلمة موحدة، ومواقف منسّقة، للوقوف بوجه هذا الجور الإقليمي.